فِدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ
|
|
تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ
|
بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ
|
|
رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِ
|
وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف"
|
|
وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ
|
وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس
|
|
على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِ
|
وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال
|
|
بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِ
|
فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ
|
|
فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ
|
ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ
|
|
للاهينَ عن غَـدِهِمْ قُنَّـعِ
|
تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ
|
|
وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَعِ
|
تلوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّدٍ
|
|
على جانبيـه ومـن رُكَّـعِ
|
شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ
|
|
نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـعِ
|
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ
|
|
خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ
|
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ
|
|
جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ
|
وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ
|
|
بِروحي إلى عَالَـمٍ أرْفَـعِ
|
وطفتُ بقبرك طوف الخيال
|
|
بصومعة الملهم المبـدع
|